بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 13 نوفمبر 2011

في حب مصر "" منقول من مدونة نبض القلم ""

نوفمبر, 2011

في حُبِّ مِصرَ

من أروع ما قاله شاعر النيل : حافظ إبراهيم
في حُبِّ مِصرَ
قصيدة تستحق التأمل والتدبّر خاصة وأنها تلمس واقعنا الآن .....

كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي
في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ
إِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً
يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِ
لَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً
يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقي
كَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ
بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ
إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً
طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقي
وَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى
بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِ
فَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً
فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا
عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّناً
بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِ
وَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ
تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِ
لا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ
ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِ
كَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلاً
لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِ
وَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ
لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِ
يَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ
كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِ
يَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا
أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِ
وَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ
ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِ
قَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً
جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِ
أَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ
يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِ
وَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ
قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِ
يَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ
فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقي
في كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ
سُمّاً وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِ
يَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ
قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِ
فَيَرُدُّها سوداً عَلى جَنَباتِها
مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِ
عَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ
فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ
لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ
بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِ
مَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها
في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِ
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا
بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ
الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى
شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ
أَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِراً
بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِ
يَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ
يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقي
يَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِياً
عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِ
في دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ
كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِ
كَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا
في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِراً
خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِ
لَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثاً يُقتَنى
في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِ
تَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها
دُوَلاً وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقي
فَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا
فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِ
رَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها
في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِ
وَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم
نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي




منقول من مدونة نبض القلم


الأربعاء، 28 سبتمبر 2011

دعوة الفردية .... خطوات وعثرات


الدعوة الفردية .. خطوات وعثرات





هناك مراحل ينبغي أن تمر فيها الدعوة الفردية إذا أراد الداعية أن تؤتي دعوته ثمرتها، وهذه المراحل تختلف من مدعو إلى آخر، فمنهم من يجب أن يتدرج معه حسب هذه المراحل، ومنهم من يمكن أن يتجاوز بعض المراحل، وهذا أمر اجتهادي.

وهذا الأمر راجع إلى الداعية نفسه، فهو الذي يختار كيف يتعامل مع مدعوِّه، فمتى عرف أنه لا بد أن يمر مع المدعو بكل المراحل مرَّ معه، ومتى عرف أنه يمكن أن يتجاوز أي مرحلة من المراحل التي سنذكرها فلا يضيع الوقت فيما لا فائدة فيه.
وهذه المراحل هي:

مدة هذه المرحلة ثلاثة أسابيع، وقد تزيد إلى شهر، والهدف من التعارف إيجاد صلة بينك وبين الناس، وإيجاد علاقة طبيعية تمكِّنك من التواصل معهم؛ تحقيقًا لمراد الله تعالى: ﴿لِتَعَارَفُوا﴾ (الحجرات:13) وهذه الصلة في الغالب تكون متوفرةً بشكل طبيعي عن طريق الأقارب أو الجيران أو زملاء العمل، ومن خلالها يستطيع أن يوجد الداعية صلةَ تعارف مع المدعو، بحيث يشعره بأنه مهتم به، وذلك بتفقده ما بين الحين والآخر، والسؤال عنه إذا غاب وزيارته إذا مرض.. هذا كله قبل أن يفتح عليه باب الدعوة، حتى إذا صارت القلوب متقاربةً والأرواح متآلفة، ووجد التهيؤ من المدعو لتقبل دعوة الداعية طرق الكلام فيما يريد، وليعلم الداعية أنه بقدر نجاحه في هذا المرحلة مع المدعو يكون التأثير والاستجابة للدعوة، وأي تسرُّع في هذا المرحلة قد يحدث النفرة من المدعو.. يقول النبي- صلى الله عليه وسلم-: "تجدون الناس كإبل مائة، لا يجد الرجل فيها راحلة" (أخرجه البخاري)، وأنت تبحث عن الرواحل التي تعينك في حمل هذه التبعة الثقيلة، ولكي تصل إلى بغيتك يجب أن تكون لك نظرة فيمن حولك، فلذلك بدأ الرسول- صلى الله عليه وسلم- أول ما بدأ بأبي بكر، الذي ما لبث أن تعلَّم الدرس وراح يتحرك، فتخير مجموعةً غدوا من العشرة المبشرين بالجنة.
ألم يقل- صلى الله عليه وسلم-: "فخياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام إذا فقهوا" (أخرجه البخاري)، وراح يطبِّق ذلك عمليًّا، فعمر بن الخطاب الذي قال عنه عامر بن ربيعة- رضي الله عنه-: "والله لا يسلم حتى يسلم حمار الخطاب" (رواه الطبراني وإسناده صحيح) يدعو رسولُ الله- صلى الله عليه وسلم- فيقول: "اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب"، قال وكان أحبهما إليه عمر" (رواه الترمذي، وقال هذا حديث حسن صحيح غريب).

لذلك ابدأ أخي بالتالي
- صاحب الأخلاق الأساسية (الكرم، الشجاعة، الإيجابية، روح المساعدة، الجدية...) ومن يلتزم بالعبادات وبعض الطاعات، ثم صاحب الأخلاق الأساسية فقط، وهكذا.
- القريب منك سنًا، سكنًا، ثقافة، نفسيًا، ميولاً، هوايات... إلخ.
- الأكثر استقرارًا اجتماعيًا، اقتصاديًا، دراسيًا... إلخ.
- صاحب الذهن الخالي من أي أفكار تضاد الفكر الإسلامي الصحيح.
وعندما تبدأ يا أخي انتبه لهذه النصائح
- أكثِر ملازمتَه لتتعرَّف على صفاته أكثر.
- انتبِه لسلوكه مع الآخرين كي تعرف شخصيته وميوله.
- حاول أن تقدم له كافة أشكال العون والمساعدة.

فاجعل شعارك في هذه المرحلة.. "ابذر الحب تحصد الحب"، حتى وإن كان لا يزال عاصيًا، إننا نبذل الحب للمطيع فرحًا بطاعته، فلماذا لا نبذله للعاصي أملاً في توبته؟

أهم قواعد الاتصال وبناء العلاقات
1- أصلح ما بينك وبين الله يُصلح الله ما بينك وبين الناس؛ لأن القلوب بيدِ الله يصرفها كيف يشاء، قال الله تعالى: ﴿فَإِنَّ حَسْبَكَ اللهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ* وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (الأنفال: 63،64).
2- أفشِ السلام واجعل الابتسامة رسولَك إلى قلوب الآخرين، فهي مفتاحك لأبواب النفوس، قال- صلى الله عليه وسلم-:"تبسمك في وجه أخيك صدقة".
3- اعرف نمط الإنسان الذي تتعامل معه، واختر كلماتك بعناية، وكنْ وفيًّا بالوعد صادقًا بالحديث، واحذر من جمود القسمات وغلظة الوجه.
يقول الشاعر:
إذا ما قلتُ كنت للقولِ فاعلاً وكان حيائي كافلي وضميني
تبشر عني بالوفاءِ بشاشـتي وينطق نور الصدق فوق جبيني
4 - احتفظ بهدوئك ورباطة جأشك عند الاستفزاز من الطرف الآخر، وتذكَّر وصية المصطفى- صلى الله عليه وسلم-:"لا تغضب.. لا تغضب.. لا تغضب".
5- الهدية الجميلة وإن صغرت، وهي من وسائل كسب القلوب وبناء العلاقة مع الناس.. قال عليه الصلاة والسلام: "تهادوا تحابوا".
6- احرص على نظافة البدن والفم والملبس والأناقة غير المبالَغ فيها، وكن ذا بساطة، ولا تتكلَّف في التعامل، وهذا كله من أدب الإسلام، قال القرطبي في تفسير قول الله عز وجل: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ (الأعراف:32): وروى مكحول عن عائشة- رضي الله عنها- قالت: "كان نفرٌ من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- ينتظرونه على الباب، فخرج يريدهم- وفي الدار ركوة فيها ماء- فجعل ينظر في الماء ويسوي لحيته وشعره، فقلت له يا رسول الله، وأنت تفعل هذا؟ قال: "نعم، إذ خرج الرجل إلى إخوانه فليهيئ من نفسه؛ فإن الله جميل يحب الجمال".

وسائل للتقارب
تهادوا تحابوا
- عليك بوصية ابن الخطاب- رضي الله عنه-: "ثلاث يصفين لك وُدَّ أخيك: تسلم عليه إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحب أسمائه إليه"، وروي عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بسند اختُلف فيه.
- الزم مفتاح القلوب.. "تهادوا تحابوا" (رواه الطبراني في الأوسط والبيهقي بسند جيد)، فلا تنسَ هداياك إليه.
- تزاوَر معه، فهذا يقرب بينكما أكثر، ويفضَّل لو تتعرَّف على والديه.
- شاركْه في أفراحه وأتراحه، ولا تنتظر أن يطلب منك ذلك.
- ممارسة الرياضة معه، والاتصال التليفوني، ومناقشته للتعرف على شخصيته، والتعرف على أصدقائه وزملائه
- ثم لا تنس حقوق الأخوَّة الإسلامية، التي وردت في الحديث الشريف: "حق المسلم على المسلم ست...".

نصائح مهمة
- إياك ونقد تصرفاته المختلفة.
- اشكره على أي مساعدة يقدمها لك مهما صغرت.
- حذارِ أن تلغيَ رأيه أو تفكيره، بل اتركه يعبِّر عن رأيه ويخالفك ويعارضك، واقبل ذلك بصدرٍ رحبٍ، فهذا هو منهج الإسلام، وراعِ ميوله وهواياته ورغباته، واحرص على تشجيع النافع منها.
- إياك ومحاولة تحويله إلى نسخةٍ منك، بل حافظ على استقلاليته وخصوصيته وطبيعته الشخصية.
- لا تفصله عن أسرته ومجتمعه وواقعه، بل احرص على انغماسه فيه مشبَّعًا بإيمان وعقيدة ثابتين، وقلب متوهج بالعمل وحب الخير للبشرية جمعاء.
- لا تتدخل في أموره الخاصة ليزداد قربًا منك ويحبك، وبذلك تكون أكثر قدرة على دعوته إن شاء الله.
وتوقع في نهاية هذه المرحلة أن يكون في حوزته مصحف وكتاب تفسير ميسر وكتاب حديث وبعض شرائط القرآن.

من علامات نهاية المرحلة
إذا بدأ المدعو يحكي لك كل ما يخصه.. إذا بدأ يبادر بالزيارة.. إذا استطعت أن تتحكم في سلوكه وميوله.. إذا بادلك الحب في الله.

التذكير بقدرة الله يوجب المحبة والخشية
مدتها نحو شهر يزيد قليلاً حسب حالة المدعو.. ولا أظنك- أخي الكريم- تستغرب هذا المصطلح.. نعم فكل ما تفعله أن توقظ أصل الإيمان النائم خلف ركام من الذنوب والشهوات والشبهات في قلب المدعو، أنت تزيح هذا الركام عن هذه الصفحة البيضاء المستقرة في أصل فطرته، أو أن تعمل على تقوية الإيمان عند المدعو، وذلك أن أصل الإيمان في الغالب موجود إلا أن نسب الضعف تتفاوت من شخص إلى آخر، وإذا أراد الداعية أن يعالج هذه القضية فعليه ألا يدخل في الحديث عن الإيمان مباشرةً، بل عليه أن يستغل الأحداث بمختلف أنواعها، وعليه أن يربطها بالأدلة الواردة في القرآن والسنة.

وسائل مساعدة
• استغل المواقف الطبيعية لتذكيره بقدرة الله وعظمته؛ مما يوجب محبته وخشيته.
• اجعل مواعيد التقائكما في الصلوات بالمسجد، وراعِ ذلك كثيرًا.
• الزَما وردًا قرآنيًّا تقومان به معًا.
• حثَّه على الالتزام بصلاة الفجر في المسجد، وتعاوَنا على الاستيقاظ.
• تعاونا على قراءة أذكار الصباح والمساء وخواتيم الصلوات بانتظام، مهما كانت المشاغل، وفي أي مكان تكونان فيه.
• استعِن بكتب وأشرطة الرقائق، والتي تتناول مظاهر قدرة الله، والجنة والنار، وقصص التائبين.
• وضح فضائل الأعمال باستمرار وحُضَّه عليها.
• نوِّع وسائلك في إيقاظ الإيمان، ولا تركز على شيء واحد.
• أكثِر من الدعاءِ له بظهرِ الغيب.
• تعرَّف على أخلاقه الحميدة وامدحها فيه واربطها بالإسلام، وضع خطةً لمعالجة أخلاقه السيئة.
• لا تفرِّط في الترهيب، وابدأ بالترغيب دائمًا.
• لا تطلب المثالية أو الالتزام الكامل فيه، وعليكَ بالتدرُّج.
• ابدأ بالفرائض وركِّز عليها.. ثم خذ من النوافل قدرَ المستطاع.

يبدأ الداعية في إعطاء التوجيهات للمدعو التي من شأنها أن تصلح من عبادة المدعو وسلوكه ومظهره، فلربما كان في عبادته كثيرٌ من الأخطاء، أو أنه لا يصلي الصلوات في جماعة والمسجد منه قريب، وكذلك يعرفه على العبادات المفروضة فيعلمه كيفية الوضوء وكيفية الصلاة، ويأمره بالابتعاد عن السبل التي توصله إلى سخط الله عز وجل.

وأما إذا كان محافظًا على الجماعة لكن عنده بعض التقصير فليعمل الداعية على تبصير المدعو بالمعتقد السليم الذي هو معتقد السلف الصالح- رضوان الله عليهم- ويحسن بالداعية أن يبدأ بإهدائه وإعارته بعض الكتب والأشرطة النافعة في مجال العقيدة والإيمان والترغيب والترهيب.. إلخ.

ويعرفه على بعض الشباب الصالح، ويأمر الشباب الملتزم بالإحاطة بهذا الفرد؛ حتى لا يترك مجالاً لقرناء السوء من اجتذابه مرةً أخرى، وبهذا نضمن- بإذن الله تعالى- استمرارية استقامة المدعو.

ويفضل أن يكون في حوزة المدعو نهاية المرحلة سواكٌ وزجاجةُ عطر وكتابٌ في فقه السنة وكتابٌ في الأذكار ومنبهٌ للاستيقاظ.

من علامات نهاية المرحلة
• إذا بدأ المدعو يصلي في جماعة كل الفروض بما في ذلك صلاة الفجر.
• إذا بدأ في الحفاظ على الأذكار وصلاة النوافل وقيام الليل.
• إذا شعرت انه أصبح يتذكَّر النية في كل عمل ويتحرَّى الحلال والحرام.

مدتها لا تقل عن شهر كامل، ويبدأ فيها الداعية في هذا الطور بتوضيح شمولية الإسلام، وأنه ليس مقصورًا فقط في الصلاة والصوم مثلاً.. بل إن الإسلام يجب أن يحكُم في كل صغيرة وكبيرة.. أوضِح له كيف أن الإسلام قائم على أساس الفطرة السليمة من أن الله استخلف الإنسان في الأرض ليعمرها وِفق منهج رسمه الله له، وأن هذا المنهج يشمل كافة أشكال النشاط الإنساني، ولم يترك منها شيئًا والشمولية لا تعني مجرد الفهم، وإنما الإيمان بها، والعمل لها، والتربية عليها، وبهذا يكون المدعو في هذا الطور قد حول جميع حركاته وسكناته وفق شرع الله عز وجل.

وسائل مساعدة
استعن بما يفيد في ذلك من الكتب (شمولية الإسلام للدكتور القرضاوي- أصول الدعوة للدكتور عبدالكريم زيدان- ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين للأستاذ أبو الحسن الندوي- القيم الحضارية في رسالة الإسلام للدكتور محمد رأفت عثمان- من روائع حضارتنا للدكتور مصطفى السباعي).

شمولية العبادة
- اخرج به عن المفهوم الضيق الذي حصر الناس معنى العبادة فيه، فاجعل شعارك وشعاره ﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ (الأنعام: 162).
- أكثر من التذكير بالنية، خاصةً عند الأمور الحياتية العادية، بما في ذلك علاقتك به، مذكرًا بفضل الأخوَّة في الله تعالى، شارحًا قول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى"متفق عليه".
- استفِد من سيرة النبي- صلى الله عليه وسلم- في عمله ودعوته وبذله.
- اسأله دائمًا عن أحواله في عمله وإتقانه فيه؛ لأن ذلك من صميم الإسلام.
- تأكد من إيجابيته وسعيه الدائم لخدمة مجتمعه.
- اصطحبْه لحضور بعض المنتديات واللقاءات والمسرحيات الهادفة.
- شجِّعه باستمرار على القراءة والاطلاع المستمرِّ، ومن الضروري هنا أن يدرس العقيدة الإسلامية الصحيحة، وأن يحوز قدرًا معقولاً- على الأقل- من العلوم الشرعية، وأن يقرأَ في السيرة والتاريخ وقيم الإسلام الحضارية، كما عليه ألا يغفل القراءة في المجالات المختلفة من العلوم المختلفة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وكذلك في حضارات الشعوب والأمم.
- حثه على متابعة الأخبار يوميًّا، واستطلاع أحوال العالم من حوله.
- احرص على أن يحقق في نفسه بعض الصفات الإسلامية الأساسية، مثل حسن الخلق، الثقافة، صحة البدن، نفع الغير، الحرص على الوقت، التنظيم في حياته وشئونه.
- يفضَّل أن يقتني في نهاية المرحلة لِبسًا رياضيًّا، وأدواتِ رسمٍ وفنٍّ أو غيرها من الهوايات ومتطلبات تخصُّصِه؛ لكي يتقن ويبدع فيه.

من علامات انتهاء المرحلة
- إذا بدأ يتحرَّى رأيَ الإسلام في كل أمور حياته.
- إذا أظهر فهم الإسلام الشامل من خلال حديثه وعلاقته بزملائه.

مدة هذه المرحلة شهر ونصف على الأقل، ويوضح للمدعو أن الإسلام ليس معناه أن نكون مؤدين للعبادات، متخلقين بالأخلاق الفاضلة وإلى هنا ننتهي.. بل يجب أن يوضح له أن الإسلام دين جماعي، نظام حياة وحكم وتشريع، عقيدة وأخلاق، ودولة وجهاد.. ذكِّره بمبشرات النصر من الشرع ومن الواقع، ثم وضِّح له ما يعانيه المسلمون في كل مكان فلسطين، الشيشان، كشمير،.. إلخ؛ مما يدعوه للتألم والحزن، ثم يفكر كيف يمكن له مساعدة إخوانه المسلمين في كل مكان ومساندة قضاياهم.

كما يوضح للمدعو ما يستوجبه الواقع الذي تمرُّ به الدعوة إلى الله، وأنها محتاجةٌ إلى تكاتف الجهود، ولَمِّ الشمل، ووحدة الصف، والعلم..؛ حتى يتمكن المسلمون من إعادة الخلافة الإسلامية التي كاد لها أعداء الله من الداخل والخارج حتى أطاحوا بها.

وسائل مساعدة
- إخباره بالأحداث أولاً بأول، والتعليق عليها، وإهداؤه المجلات والجرائد، وتوجيهه إلى سماع النشرات.
- دعوته لحضور المؤتمرات الندوات الخاصة بذلك.
- دراسة بعض الكتب مثل: (دمروا الإسلام أبيدوا أهله.. أساليب الغزو الفكري، و...).
- احذر أن تتناول هذه القضايا بصورة يائسة تبعث على الاستسلام للواقع والإحباط واليأس.
- استعن بالأشرطة والكتب التي تتناول قضايا المسلمين.
- اتفق معه على ضرورة العمل للإسلام، ولمساعدة إخوانه في كل مكان، بدايةً من ضرورة كونه مواطنًا مسلمًا صالحًا، ومرورًا بغرس نفسية الجهاد في نفسه، ووصولاً إلى تقديم يدِ العَون لهم بالدعاء والتبرع وشرح قضيتهم، أو أي وسيلةٍ أخرى.
- وضح له أننا إذا أردنا العزة والتمكين وتغيير الأحوال إلى الأصلح وإقامة الدولة الإسلامية.. فعلينا أن نبدأ بإصلاح أنفسنا وأهلينا ومجتمعنا؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾ (الرعد:11).
- أشرِكه في أعمال المسجد والأعمال العامة وكلفْه ببعض الواجبات.
- مناقشة وجوب العمل للإسلام مع بعض الأساتذة.
- قراءة بعض الرسائل والكتب الخاصة بوجوب العمل للإسلام.. (الدعوة الإسلامية فريضة شرعية وضرورة بشرية، ورسالة إلى أي شيء ندعو الناس، رسالة إلى الشباب، و...).
- تعليمه ركوب الدراجات والسباحة وكل ما يساعد على أعمال الدعوة.
- يُفضَّّل أن يتعلم نهاية المرحلة ركوبَ الدراجات على الأقل، ويتعلم سهولة الحديث مع الناس وفي جمع، ويكثر من القراءة والاطلاع.

من علامات انتهاء المرحلة
- إذا بدأ يتألم لما يحدث للمسلين ويبكي من أجلهم ويدعو لهم في دعائه.
- إذا بدأ يتبرع بجزء من ماله للمسلمين.
- إذا بدأ يتحرك وسط زملائه وينقل لهم ما فهمه.
- إذا بدأ يختار فردًا من زملائه ويمارس معه الدعوة.

تستغرق هذه المرحلة شهرًا على الأقل، وفيها يوضح للمدعو أن هذا الواجب لا يمكن أن يتم فرديًّا، فالفرد لا يستطيع وحده أن يقيم دولة الإسلام ويعيد الخلافة، ولكن لابد من الجماعة التي تجمع الجهود الفردية لتستعين بها على تحقيق هذا الواجب الضخم، والقاعدة الشرعية تقول: "إنه ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب"، فما دام إقامة الدولة الإسلامية واجب ولا يتم إلا بالجماعة فقيام الجماعة واجب، ولا يتصور أحد أن يكون كامل الإسلام وهو يعيش وحده دون أن يعمل في جماعة لتنفيذ مبادئ الإسلام وواجباته، وهذه المرحلة أساسية؛ لأن كثيرًا من المسلمين لا يرون ضرورة قيام الجماعة أو الارتباط بجماعة؛ خشية الالتزام بتكاليف، وإيثارًا للعافية، ودفعًا للأذى الذي يمكن أن يتعرَّض له؛ بسبب ارتباطه بجماعة، وبقدر توضيح عظم المسئولية الملقاة على عاتقهم نحو الإسلام، وأن القيام بهذه المسئولية لا يتم إلا من خلال جماعة.. يكونُ الاقتناع بضرورة الجماعة مهْمَا كلفهم ذلك، ويتم في هذه المرحلة التركيز على النقاط التالية:
السمع والطاعة- الأخوَّة والحب- التربية الأمنيَّة- التضحيَة والبذل والجهاد- إنكار الذات.

وسائل مساعدة
- إعطاؤه بعض التكليفات الصعبة.
- إعطاؤه بعض المواعيد في أوقات نومه وراحته.
- إعطاؤه بعض الرسائل لتوصيلها إلى الإخوة في أماكن بعيدة.
- تعزيره بصورة مبسطة ثم معرفة رد فعله.
- دراسة بعض الكتب المساعدة مثل: (الجزء الثاني من كتاب ماذا يعني انتمائي للإسلام- بين الفردية والجماعية- أبجديات التصور الحركي للعمل الإسلامي- الآفات العشرون- الجزء الأول من الطريق إلى جماعة المسلمين).

من علامات انتهاء المرحلة
- احترامه للداعي وتقديره له ولكل إخوانه.
- السمع والطاعة للمسئول عن عمل هو مشارك فيه.
- عدم قلقه من المجموعة المغلقة وعدم إفشاء سرها.
- نجاحه في البرنامج العملي لهذه المرحلة.

مدة هذه المرحلة شهر تقريبًا، وفيها تتم الإجابة عن سؤال مع أي جماعة يعمل؟ وهذه المرحلة تعني الوقوف بصدق إلى جانب المدعو؛ للتعرف على فهم أداء كل جماعة، ثم مقارنتها بما عرفه عن الإسلام خلال المراحل السابقة، ويجب أن يفهم أن قضية العمل للإسلام قضية مصيرية وأساسية، وعليه أن يحسن الاختيار للطريق الذي يسير فيه ويطمئن إلى سلامته، ويوضح له خطأ الفرقة وتوزيع الجهود في تجمعات صغيرة.

صفات الجماعة الواجب العمل معها
يوضح للمدعو أن الجماعة الجديرة بالعمل معها هي:
- التي تهتدي بهدي الرسول- صلى الله عليه وسلم- في تكوين الدولة، والذي من أهمه التدرج، وتربية الأفراد على العقيدة الصحيحة، التي من أجلها يضحِّي بنفسه، وعلى الوحدة والترابط، وتكوين القاعدة الصلبة التي تحمل الإسلام وتدافع عنه، ولا تسمح لغيره أن يستقرَّ عليها، وهكذا فالبناء من القاعدة وليس من القمة، وكلما كان البناء ضخمًا احتاج إلى أساس عريض وعميق، والبناء المنشود هو دولة إسلامية عالمية.
- التي تأخذ الإسلام بشموله وتكامله عقيدةً وعبادةً وخلقًا وتشريعًا.. وكل نواحي الحياة، ولا يصح أن تهتم بجانب وتغفل بقية الجوانب.
- أن يكون لها الامتداد الأفقي في العالم لتهيئ الأسباب لتكوين القاعدة العريضة للدولة.
- أن تكون صاحبة تجربة وخبرة إسلامية عالمية.. لا مجرد الحكم المحلي.
- بعيدة عن الإفراط والتفريط.. بعيدة عن الانحراف والاجتزاء.
- منظمة مترابطة، تسير بخطة.. لا أن تكون مفككةً تسير بحركة ارتجالية.

وسائل مساعدة
- زيارة الإخوان القدامى.
- مشاهدة وسماع شرائط تتحدث عن بطولات الإخوان.
- دراسة كتب مساعدة مثل: (في آفاق التعاليم- شبهات على الطريق- حسن البنا الرجل القرآني- رسالة المؤتمر الخامس- الإخوان تحت راية القرآن).
- عمل دورات في أهداف الجماعة ومراحلها ووسائلها.

من علامات نهاية المرحلة
- توافر الصفات العشر (قوي الجسم، متين الخلق،...)
- يظهر رأيه في أمور خاصة بالدعوة.
- يدافع عن الدعوة وقياداتها.
- يطبق الأوامر بدقة.
- يدفع الاشتراك الشهري عن اقتناع.

الفوضوية في الدعوة الفردية
هي أن يمضي فيها الأستاذ على غير هدًى ودون ترتيب.. فليس هناك نظام ولا معالم واضحة للسير، وإنما كل ما هناك رؤية عابرة، وكلمة طائرة.. والسلام.

من مظاهر الفوضوية في الدعوة الفردية
1- الداعية وسائق التاكسي
حيث يتحول الداعية- عند الفوضوية- إلى سائق تاكسي للمدعو!! فهو مرتبط بالمرور على (سين) للذهاب إلى الملعب ومع (صاد) لمراجعة المستشفى ومع (عين) لزيارة أقاربه.. وهكذا يتحول العمل الدعوي إلى مجرد مرور وإحضار وتوصيل وإرجاع، أما التربية والتوجيه فقد ضاعت في زحمة المشاوير!!
2- الداعية وتضييع العمر
العمر الوظيفي المفترض هو سنتان، يمكن خلالهما البلوغ بالمدعو إلى قمةٍ عالية، ولكن عندما توجد الفوضوية نجد أن السنين تمر دون حساب، فيقضي المدعو أربع سنين أو خمس وهو (محلك سرْ)!!
3- لا أدري ماذا أقول؟!
هذا شعور يدل على فوضوية الداعية، فحين يكون مع المدعو في سيارة أو مجلس تجده صامتًا لا يدري ماذا يقول، أو تجده يرمي الكلام على عواهنه دون وعي وتفكير، وأحسن الأحوال أن تخطر في باله قصة أو فكرة فيقولها، دون أن تكون منتظمةً في إطار منسَّق مع غيرها من الأفكار والقصص.
4- عناصر الاجتماعات
كثيرًا ما يحتار الداعية، ولا يدري ما هي الموضوعات التي يجب نقاشها في الاجتماعات؟
5- ماذا أعطيه؟
تسأل الداعية أحيانًا ماذا أعطيت المدعو ليقرأه أو ليسمعه ؟ فتجد خلطًا عجيبًا من العناوين، وتجد أشياء غير جيدة، وتجد أشياء لا تناسب المستوى الفكري والإيماني للمدعو، وتجد أن بعض الجوانب فيها تطغى على بعض.
6- عدم التجانس التربوي
هذه ظاهرة خطيرة، وصورة سيئة من صور الفوضوية لدى الدعاة، فحين يغيَّب النظام، وتحل الفوضوية.. تتأمل في طرائق التربية فتجد أن الداعية الذي تميز في الجانب الإيماني يغترف من بضاعته للمدعو فيغرقه بالإيمانيات، أما الفكر والثقافة والمهارات العملية فتجده أبعدَ ما يكون عن محاولة تلقينها لصاحبه، وتجد الداعية الذي تميَّز بالفكر والاطلاع يُغرق صاحبه في بحر من القراءات والتحليلات، على حين أنه لم يزُر معه مقبرةً، ولم يصلِّ معه ركعتي قيام!! وهكذا تصبح لدينا في النهاية تضخُّمات لجوانب معينة على حساب جوانب أخرى.
7- الانتقاء العشوائي
الداعية يهتم بمن جاء إليه، ودخل تحت سقف مسجده، دون تأمل وتفكير هل يصلح هذا المدعو أم لا؟ إلى أي مرحلة سأصل معه؟ ومن ثم نجد من يمشي مع صاحبه سنين ذوات عدد، ثم يصاب بالإحباط؛ لأنه فوجئ أن صاحبه هذا لا يمكن أن يستمر بحال!! أفلا وعيت من قبْل أيها الأخ؟!
8- هل لديك ورقة وقلم؟
إن سير الدعوة دون تخطيط على الورق معناه الفوضى وعدم الانضباط، وانظر في واقعنا لو سألت أحد الدعاة.. ما هي المرحلة التي بلغها صاحبك؟ لما عرف كيف يجيب، ولو طلبت منه أن يشرح لك تصوره التفصيلي للمرحلة القادمة لما أجابك إلا بعموميات لا تفصيل فيها.
في النهاية يتم عمل تقويم لكل مرحلة، وماذا استفاد المتدرب من هذه المرحلة؟ وأهم المعوقات التي تلاقي المتدرب في الواقع العملي.. ثم تُوضع اقتراحات لتفادي هذه المعوقات.

الحكم الصالح


الحكم الصالح



هو الذي يقوم على دعائم الدستور؛ فلا محاباة ولا تلاعب ولا تحكم ولا طغيان.


ويفرض هيبته باستقامة ولاته، فلا عقوبة إلا مع الجريمة، ولا عفو إلا مع المخلصين.


وينتزع الحب في قلوب الرعية؛ بالعدل الذي يسوي بين الناس، واليقظة التي تدفع الأخطار، والتفاني الذي يجهد النفس ويمنع لذائذ الحياة.


? ? ?


وهو الذي يرى ولاته أنهم خدام الأمة لا متكبروها.


وأنهم أمناء على أموالها لا سراقها ومبددوها.


وأنهم أقلهم شأناً ولكنهم أكثرهم واجبات.


وأنهم يلزمهم ما يلزم الخادم لسيده من النصح وأداء الأمانة.


? ? ?


وهو الذي تصان فيه فضائل الأمة من الذوبان.


وتحفظ أخلاقها من التدهور والانحطاط.


وتمنع عقيدتها من التحلل والتلوث بالخرافات.


وتنمى عقولها بالعلوم والآداب والثقافات.


حتى لتكون الأمة إيماناً يبعث على السمو، وكمالاً يدعو إلى الاحترام، ورقيًّا وحركة متقدمة بروية واتزان، وشخصية متميزة بين الأمم بحبها للخير ومحاربتها للفساد.


? ? ?


وهو الذي يعمل قادتها في وضح النهار لا في الظلام...


ويقولون للأمة ما ينوون عمله وتنفيذه.


وتكون رجولتهم في أعمالهم أبين منها في خطبهم وأقوالهم.


ويكون الدهاء عندهم طريقاً لانتزاع حق الأمة من الغاصبين، لا للتغرير بها والتحكم في شؤونها، والتمكن من خيراتها وأموالها ولو أدى ذلك إلى وضع القيود في أعناقها لتذل للظالمين والمستعمرين.


? ? ?


وهو الذي يدخل السعادة إلى كل بيت! والطمأنينة إلى كل قلب، والكساء إلى كل جسم، والغذاء إلى كل بطن. فلا تعرى أمة ليكتسي أفراد، ولا تجوع آلاف ليشبع رجال، ولا تفتقر جماهير لتغنى فئات.


? ? ?


هو الحكم الذي يقول فيه التاريخ لرجاله: عففتم فعف ولاتكم، ولو سرقتم لسرقوا.


وهو الحكم الذي يقول كبير أمرائه: "مثلي ومثلكم كمثل قوم وكلوا إلى واحد منهم أموالهم؛ فلا يحل له أن ينفق منها إلا برأيهم ومشورتهم".


وهو الحكم الذي يقول فيه رجل الدولة: "القوي عندكم ضعيف عندي حتى آخذ منه الحق، والضعيف فيكم قوي عندي حتى آخذ له الحق. أطيعوني ما أطعت الله فيكم، فإذا عصيته؛ فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".


? ? ?


هذا هو الحكم الذي يكون عرش رجاله في قلوب الأمة، والثقة به من رضاها وثنائها، واستمراره وبقاؤه رهين بتأييد الجماهير الواعية العاملة المؤمنة؛ لا بنفر محدود يرهبهم الوعيد، وتغريهم الوعود.


? ? ?


سيقولون: هذا انقطاع عن الحياة، وإغراق في الخيال.


وسيقول لهم الحق: طلب المثل العليا في أجواء الخيال أنبل من الإسفاف إلى واقع كله ضلال.


مصطفى السباعي

كتاب ** خلق المسلم لشيخ الغزالي***


تحميل كتاب ( خلق المسلم ) للامام الغزالى


لتحميل الكتاب اضغط على الرابط التالى

الخميس، 1 سبتمبر 2011

كل عام أنتم بخير .. عيد مبارك

http://twqalnagat.blogspot.com/2011/05/blog-post_21.html

تحميل كتب العلامة محمد أحمد الراشد


لمجموعة الكاملة لسلسلة استراتيجيات الحركة الحيوية للراشد

بسم الله الرحمن الرحيم
الاستاذ المفكر العراقي المشهور باسمه المستعار الاستاذ محمد أحمد الراشد أصدر سلسلة جديدة من كتبه الأكثر من رائعة وجاءت هذه السلسلة تحت عنوان ( استراتيجيات الحركة الحيوية )
وأنا هنا بدوري اقدمها لكم لتستفيدوا منها وتتطلعوا عليها ، ستكون هذه السلسلة في متناول ايديكم بمجرد نقرة واحدة في
تفضلوا هنا


الرسالة الخامسة (عوامل التحريك ) ، ( للاسف لا تتوفر لدي )
أتمنى ان تنال السلسلة استحسانكم ورضاكم وان تخدموا من خلالها دعوة الاسلام وأعدكم ان شاء الله سأوفر لكم بقية السلسلة حال حصولي عليها وهي ( الارقام المتيممة ، الادنى الامثل ، الامن الذهبي ) وشكرا